Cherreads

Chapter 6 - لقاء تحت أحضان الليل.6

استيقظ هيونكيل في الليل ونظر من حوله فرأى بياتريس مستيقظة وتجمع أغراض الرحلة .

بياتريس :"هل استيقظت بالفعل سيدي؟. لقد كنت متعباً ف نمت لفترة طويلة.ضننت بأنك قد تكون ميتاً أو متشابه."

ابتسم هيونكيل ثم لاحظ رداء خفيف ذو رائحة ورود تغطيه.

هيونكيل :"شكراً على اهتمامكِ بي ياسيدة بياتريس.

أنا ممتن لجهودك في هذه الرحلة كثيراً.هل استطيع تعويضك بفعل شيء لمساعدتك؟."

أدارت بياتريس عينها عن هيونكيل وهي ترتب الأغراض وتحاول أن تغطي اهتمامها بكلامه.

بياتريس :"لاعليك سيدي لست محتاجة لشيء."

نظر هيونكيل للحظات إليها وهي ترتب الكتب. ثم قبل أن يدير رأسه يسمع هيونكيل صوت معدة جائعة.

ضحك الشاب لأنه كان يعرف بأنها ليست معدته.

احمرت خدود بياتريس

بياتريس :"هذا ليس شيئاً يخصني اعتقد أن احدا من الخارج قد قام بهذا الصوت ياسيدي."

هيونكيل :"لاعليكِ ياسيدة بياتريس. لقد جعت كثيرا وأنا أعمل. مارأيك بأخذ جولة في آرسيا قبل العودة؟."

ابتسمت بياتريس قليلاً ولكنها مستغربة من العرض المفاجئ

بياتريس:"حسنا ياسيدي . لقد أردت فعلا رؤية آرسيا في هذا الوقت لأننا كنا محجوبين عنها لفترة."

رمى هيونكيل الكُتب من يدي بياتريس وجرها من يديها خارج المكتبة.

ضحكت الفتاة بصوت خافت وابتسم الفتى بشدة.

تجاوز الاثنان الحراس النائمين ورأى هيونكيل وبياتريس أراضي آرسيا الشاهقة.

البناء المعماري الهندسي الرائع لآرسيا وبقاياها لايزال جميلاً جداً.

صعد الإثنان الأراضي الوعرة والساحات والبيوت في كل مكان.

والمصانع المهجورة التي يسكنها من تبقى في آرسيا.

دخل الاثنان إلى أحد المصانع المهجورة.

كان المصنع محطماً وقديماً تم نهب ادوات الحدادين منه وموارده كذلك.

سكن الناس ماتبقى من هذه المباني وهم عبارة عن مرضى ومصابين عديمي الأمل.

نظر هيونكيل إلى رجل يجلس وحيداً قرب النيران.

قبل أن يحاول التحدث إليه طعن الأخير نفسه في عنقه وانتحر.

غطى هيونكيل عيني بياتريس ونظر إلى جانب النار فرأى امرأة ميتة من سوء التغذية وبجانبها طفل ميت من الجفاف.

كان الجسد نحيلا وجمجمة الطفل واضحة كأن الجلد التصق باللحم والعضم فأصبحت طبقاتٍ ورقية متقلصة.

نظر هيونكيل إلى شخص قادم نحوهم فقال وهو يسأل وبان عليه كدمات كثيرة وسوء تغذية كذلك.

: " هل تريدون هذه الجثث؟ هل ستأكلونها؟"

عند سماع هذه الكلمات عرف هيونكيل مدى سوء الأمور في آرسيا.

عندها اعطى ذاك الرجل بضعة من القطع النقدية ليشتري بها الطعام

هيونكيل :" اكرموا موتاكم ياسيدي في آرسيا. فنحن في آرتيا نعمل من أجل الفرج القريب."

بكى ذلك الرجلُ فرحاً فابتسم هيونكيل لرؤية السعادة على مُحياه.

عندها جاء الناس من حوله يطلبون المال كذلك فضل يعطيهم هيونكيل حتى نفذت أمواله.

قالت له امرأة وهي خائفة : "سيدي نحن غير مسموح لنا بالخروج من هذا المكان هل لك أن تشتري لنا من نقودك؟"

هيونكيل :"كُل فقراء آرتيا اليوم لهم من نقودي طعام."

تبعه أهل المبنى القديم وجاء ورائه جميع الفقراء فاشترى فأعطى هيونكيل أراضيه في آرتيا لصاحب المطعم ليلتها فقط ليطعم أهل آرسيا الجائعين.

أمطرت السماء بغزارة.

عندها فرح هيونكيل. بشدة لكنه بكى.

رأى الناس ياكلون وهم فرحون من بطعم أطفاله. ومن يهتم بنفسه.

ومن يشارك حصته.

كان سعيداً جدا لكنه يبكي من سوء الأحوال في أُمته.

عندها مسحت له بياتريس دموعه في منديل.

وبدأ الاثنان بالأكل كذلك بعد أن هدوء هيونكيل.

توافد الاثنان بالحديث كثيرا تلك الليلة

وبعد أن شبعت بطونهم تمشوا في آرسيا حتى وصلوا إلى أعلى تل فيها.

تمثال أبولو.

عندها جلس هيونكيل تحت المطر ينظر إلى المدينة وهو سعيد وبياتريس كذلك.

هيونكيل :"بياتريس هل تتذكرين عندما تخرجنا من الأكاديمية ؟.

كنا قد أقمنا الاحتفال بالاوائل هنا."

بياتريس :"كأنها كانت البارحة.

لقد كنت نحيلا بشدة وقتها ياسيدي اسوء حتى من الفقراء هنا."

ضحك هيونكيل

هيونكيل :"اتتذكرين ذلك إلى الآن ؟. على أية حال كنتي تأخذين حصة كذلك من الذكريات السيئة. فأنتي كنتي الثرية المدللة.

قضيتي الكثير من الوقت الممتع مع الطلبة لكن درجاتك كانت متدنية."

انزعجت بياتريس قليلاً وهي تتذكر

بياتريس :"لازلت اتذكر كيف كان الأساتذة يوبخونني بشدة. كنت اتجاهلهم وأكره الدراسة لكنني كنت اتعلم من أجل والدي.

على أية حال بدأت ادرس فعلياً في امتحانات السنة الأخيرة. لم ادخل المكتبة أبدا من قبل لذا كنت حائرة عن كيف سوف ادرس للاختبار عندها ضهرت انت ياسيدي."

ابتسم هيونكيل واغمض عينيه وهو يتذكر

هيونكيل :"عندها كنتي تبحثين عن كتب حول الاقتصاد والرياضيات. كنتي لاتعرفين على اي الكتب تقرأين لكنني نصحتك بالكتب التي ابتعدت عن السفسطة الزائدة والمختصرة.

اتذكر أنكِ أسقطتيها عندما أعطيتك إياها.

عندها اضطررت لحملها لك طول الطريق لمنزلك."

توقفَ المطرُ من حولِهم.

وحلقَ سديمٌ فوقَ رؤوسهم.

وراحَ يُضيءُ ليل هذا اللقاء.

هواء الليل أصبح بارداً والليل في آرسيا تبرقَ بالألوان الزاهية.

نظرت بياتريس بعينين سوداء إلى الكتاب الذي في يدها.

بياتريس :"لازلتُ احتفظُ بالنسخة التي أعطيتني إياها من كتاب مبادئ الرياضيات والاقتصاد ياسيدي في يومها.

ضننتُ بأنك احمق أو شيء في بادئ الأمر. لكن بعد معرفتي العميقة بك وتعليمك لي العديد من الدروس أصبحتَ القدوة التي اطمح أن اغدوا اقتدي بها.

"

هيونكيل :"وانتي ياسيدة بياتريس الشخص الوحيد الذي عرفته من كل الناس الذي لديه ذكاء عالي وبديهة لامثيل لها. حُبكِ للعلوم والكتب الذي اضهرتيه بعد ذلك الموقف كشف في أنكِ شخصٌ يُعتمد عليه."

مرَ نجمٌ من فوقِ السماءْ أمام أنظارِهُم.

وضعت بياتريس الكتاب على الأرض بجانب هيونكيل وهي تلمسه بيديها.

تلمسَ الشابْ الكتاب بيديه كذلك.

قال الإثنان في نفس الوقت

: "شكراً لك"

وفي نفس اللحظة انتهى في آرتيا عزيفُ الأعمى لاوك في القيثارة تحت منظر سديم الليل.

كان يعزفُ الحاناً منذ أن استيقظ.

وذلك لأنه شم رائحة دماء صباح ذلك اليوم.

كانت دماء ديوجين ودماء أناس مجهولين على أعتاب المكتبة.

كان ديوجين جالساً وحيداً مملوئا بالجراح يستند على سيفه الذي تلطخ بدماء خمس جُثث حوله.

طلب ديوجين من صَديقهِ الأعمى أن يعزف الحان قيثارته ليسمع ذلك للمرة الأخيرة ولا يحس بالوحدة وهو يموت.

وقال في إثر ذلك.

"اعزف لي ياصديقي لحناً يهون علي الموت. اترجاك أن تجعله يُلاحق مسمعي حتى يرتطم في غيوم السماء."

حبس لاوك دموعه. وعزف كثيرا من مَغربِ ذلك اليوم حتى الفجر.

وعلى صوت عزيفه سماء آرتيا بأسرها لدرجة أن أصابعه قد تقطعت وبدأت بالنزيف بين خيوط القيثارة.

عندما عاد هيونكيل في فجر اليوم التالي.

أخبره الناس أن ديوجين مات لكن لم يُصدقهُم.

ذهب للمكتبة بنفسه.

كانت بياتريس نائمة في العربة وهو يقود بقلق.

عندها وصل ورأى الأعمى يقفُ أمام جثة ديوجين.

استند ديوجين قبل ساعات على سيفه ولفضَ آخر أنفاسه متأثراً بجراحه.

نظر الأعمى إلى حيث يقف هيونكيل

لاوك :"هيونكيل. رائحة الدماء تملأ المكان لمن هذه الدماء ؟."

صمت هيونكيل وهو يحاول سياق كلماته ولكن عينيه خانته وبدأت مدامعه تنشدُ دموعها.

لاوك :"لقد أخبروني أنها جثة ديوجين ياهيونكيل. لكنني لا اثق بهم. انتظرت عودتك لتخبرني إن كان ما أضنه صحيحاً."

ضل هيونكيل يبكي. وخرج أهل آرتيا ينظرون حولهم للمشهد.

نظر الحراس من الاطالس وحتى هم خنقتهُم العبرة.

ارتدوا الحُراس خوذ القتال الخاصة بهم. ليس للقتال بال لإخفاء تعابيرهم الإنسانية.

هيونكيل :"فجر هذا اليوم. على مايبدوا يالاوك أنه تم تدبير محاولة اغتيال لك. دافع ديوجين بآخر ما يملك من نفس حتى مات متأثرا بجراحه. الشخص الذي ينزف أمامك هو ديوجين يالاوك."

عندها فقط.

بكى ذلك الأعمى.

يتبع.

End of chapter 6.

More Chapters