في مكان بعيد عن إيرتيريا".
ما وراء البحر في جهة الشرق.
كانت هناك دولة كبيرة وضخمة.
هذه الدولة هي دولة الاطالس التي استولت على كل القارة التي تقبع وراء البحر وسمتها بالقارة الأطلسية.
كانت دولة كبيرة متحدة تحت حكم الأطلس الكبير وكانت كل دولة يدخلها الاطالس يتم إرساء فيها مبادئ الأطلس.
هذه المبادئ نصت ورأت أن كل دولة صغيرة نامية لاتملك سيادة على ذاتها ووحدة مشتركة ستعود لتكون تحت حُكم الاطالس.
ويُعاد تأهيل شعبها للعيش في المجتمع الأطلسي والدولة الام للاطالس حيث سيذهب اولئك من من قرروا التعلم أن يترحلوا من بلادهم للاغتراب في بلاد الاطالس في سبيل إفادة الإمبراطورية والتعلم على مبادئ الأطلس ليعودوا مفكرين يفيدون شعوبهم الصغيرة.
أما عن الدول الكُبرى فحدث التماس العظيم في موضوعها.
مبادئ الأطلس في جوهرها هي دستور قانوني كبير يعطي السيادة لدولة الأطلس بهدف مساعدة الدولة الصغيرة فيبدوا أنه مثل الملكية المطلقة. لكنه في مسألة دول مثل قارة إيرتيريا.
ودولة آرشيا وماوراء صحراء إيرتيريا.
تحدث صراعات عظيمة حول إن كانت هذه الدول تستحق سيادة أنفسها ام هُم ثوار سيحاولون مخالفة الاطالس ومبادئهم.
الآن يبدأ مسقط حديثنا بالتحديد.
اليوم أتيت من أجل حل هذا الخلاف بنفسي يا إخوتي.
رأيت في إيرتيريا من العلم مانجهله نحن الاطالس كثيراً.
بصراحة أريد حقا أن أغير الوضع.
اكره مايفتعله الأطلس العظيم في آرسيا.
وأكره مايفعله الفاسدون في البوربون.
ليس وكأنني شخصٌ طيبُ القلب لكنني اعلم جيداً أننا ارتكبنا جريمة وخطأ جسيم في إيرتيريا.
أريد أن أكفر عن ذنبي وذنب والدي.
استعدوا للمذبح الثالث."
لف الأطلس الرسالة واعطاها لمستشاره بينما رأى سواحل القارة الأطلسية وأخيرا.
مدينة الفويلورتيا.
هنا حيث كانت حضارة قبل إيرتيريا اصلا. احتلها هؤلاء وقاموا ببناء دولتهم فيها كما افتعلوا في إيرتيريا.
مشي سرب الأطلس نحو ذلك المشهد الشاهق في المدينة.
كان من داخل عربته يرى المباني والقصور الفخمة المصممة من الخشب التي تبدوا كأنها من تصميم قديم الطراز وبدائي عكس ماكان يراه في إيرتيريا.
إيرتيريا كانت كبيرة جبلية وعالية اعلى من بلاد الاطالس بكثير.
حيث هناك كل شيء مبني من الطوب والحجارة والاسمنت والطرق الحديثة السابقة عصرها في البناء.
القصور كانت فخمة ولامعة وذهبية كأنها تخرج من لوحة فنية.
لكن هنا.
احس ان عيناه تتواضع من رؤية هذا المنظر.
رفرفت الأشجار من حوله والاحتفالات بقدوم سربه في كل مكان.
سقطت الاوراق الوردية حول عربته .
عندها فقط ابتسم.
اشتاق لوطنه حقا رغم أنه رأى العجب في إيرتيريا.
وصلت قافلة الأطلس إلى القصر الامبراطوري.
كان عالياً وشاهقا جدا لأنه مبني على أعلى تل في الدولة الأطلسية.
دخل إلى القاعة الكبيرة ورأى أمامه المنظر حيثُ جلسَ والده العجوز ذو اللحية البيضاء الأطلس العظيم.
الأطلس العظيم :"مرحباً بك يا ولدي الكبير. لقد انتظرناك طويلاً. أخبرنا عن ما فعلته في إيرتيريا وانجازك العظيم فيها."
الأطلس الراين :"سيدي ووالدي. اعتذر عن تأخري. لقد استطعت السيطرة على آرتيا كما طلبت وعلى آرسيا.
ورأيت فيها العجب. بكُل كلمات واضحة وصادقة معك وانا اجعل رجالي يدخلون التحفيات من هناك إلى هذا القصر المتواضع. رأيت أنهم سبقونا بكثير."
يرى إخوة الراين الاحجار من مباني ايرتيريا التي ادخلها رجال الراين إلى القصر.
ورأوا التحفيات واللوحات والكتب وطريقة التجليد وكذلك الأسلحة والأدوات العسكرية والذهب والفضة والمجوهرات.
الأطلس العظيم :"ولماذا يابُني أدخلت هذه إلى هُنا؟.,"
انحنى باحترام الراين إلى أبيه.
الراين :"بكل احترام لك. شكرا لك على دعمي كل هذه المدة في حربي مع إيرتيريا. لكن خالص اعتذاري الشديد لك. إيرتيريا لا تستحق مافعلناه بها بموجب مبادئ الأطلس وطريقة حكمه. نحن رجال نحكم بهدف الأفضل وليس أن نعيد الشعوب إلى الوراء."
أخرج الإخوة سيوفهم من اغمادها وتقدموا نحوا الأطلس العظيم.
حاول البعض الهروب لكن الأبواب مقفولة.
الراين :"أنا أعلم جيداً بعد قرائتي للتاريخ المسجل في إيرتيريا أنك الأطلس الثالث من عهد حكمك ياوالدي.
وبعد الاستدلال بالكتب من آرشيا تبين الحق معي."
صُعق الأطلس العظيم من ما سمعه وقام العجوز من كرسيه الفخم وهو يحاول الهروب من المكان
ركله الراين بقوة على معدته وجعله يعود إلى منبره.
الراين :"بعد أن خالف الأطلس الثاني مبادئ الاطالس في الألفية الأولى من التاريخ الأطلسي تم إعدامه في وكره في دولة الأطلس القديمة. وسُمي ذلك اليوم بالمذبح الثاني.
أما المذبح الأول فقد كان رمزية للطريقة التي استطاع الأطلس العظيم الصعود بها إلى حيث كان.
"
أخرج الراين غمده من سيفه واصبح صوته غليظاً
الراين :"بموجب مبادئ الأطلس والخطأ الجسيم المرتكب في حق إيرتيريا.
اُعلن انا الأطلس الراين عن بداية المذبح الثالث."
قام بقطع رأس العجوز.
عندها بدأت المذبحة بالسيوف بين الإخوة.
قام الراين بتحطيم الأرض التي تحت جثة أبيه ووسط الفوضى استطاع الهروب الأساس الأرضي للبناء العالي.
عندما خرج كانت ملابسه مملوئة بدماء أبيه.
عندها أعطى إشارة إلى جنوده وأشعلوا النيران في النفق.
بسرعة تفاعلت النيران مع الخشب ثم دخلت الى المبنى الذي يعج في الفوضى وقبل أن يهرب أحد من المكان بمثل الطريقة.
انفجرت إحدى التحفيات التي ادخلها رجال الراين.
التي كانت تحمل البارود بداخلها.
ثم استمرت الانفجارات لأن الراين قد أمر جنوده سلفاً قبل ان يبدأ الاجتماع بتلغيم القصر من البنية التحتية الفارغة بالبارود والمواد المتفجرة.
لم يتبقى أحد من بنيه و إخوته.
بقي وحيداً وهو ينظر إلى القصر المحطم وما افتعله.
صمت قليلاً للحظات وجيزة.
ولكن سرعان ما جاء جندي من خلفه.
:"سيدي!!! إيرتيريا!.
لقد سقطت إيرتيريا ياسيدي
اندلعت ثورة من آرسيا وسقطت مباشرة بعدها إيرتيريا."
ابتسم بهدوء للحظات ثم نظر إلى الجندي بعينين فخورة
:"هيا بنا إلى ايرتيريا يارجال!."
صرخ جنود الأطلس بحماسة خلفه وقافلته تتحرك نحو الميناء.
يتبع.
End of chapter 7