Cherreads

Chapter 9 - تأثير المونراخ.9

ترسوا السفينة على شاطئ إيرتيريا فجر ذلك اليوم من سنة 137.

كان اليوم هو الأربعاء.

كانت السفينة تحمل علم الأطلس الراين.

عندما رست خرج الجنود بهدوء يبحثون في الأفق في الساحل الكبير.

لم يكُن هناك أحد.

عندها ظن الجنود أنها خدعة أو شيء من هذا القبيل لذا أعطوا إشارة إلى السفينة الرئيسية حيثُ يجلس الراين.

الأطلس الراين :"يبدوا بأن هُناك خطب.

لكن قدموا السفُن نحوا إيرتيريا لنرا إن كان أحد سيخرج."

تقدمت القوات نحو إيرتيريا.

ورست في السواحل.

بمُجرد أن سبع سُفن تحمل كتيبة من جيش الاطالس استطاعت أن ترسوا في ذلك الميناء.

أعطى لاوك بيده إشارة إلى جنوده.

وابل من السهام العظيمة سقط على رؤوس الاطلسيين.

صرخ قائد الكتيبة وهو يحاول تدارك الوضع "الدروع احملوا الدروع!"

حمل الجنود الدورع.

لكن فجئة وبدون سابق اي إنذار.

وجدوا أنفسهم محوطين من الخلف بإعداد هائلة من الثوار.

اختبئ هؤلاء تحت التربة الرملية وهم يرتدون الابيض للتمويه.

قاوموا بهجوم قوي كاسح على تلك الكتائب المشتتة.

ذبحوا العديد منهم.

وبمجرد أن الكتيبة تراجعت وسط الساحل أعطى لاوك الإشارة الثانية.

أخرج الثوار الرماح من تحت الرمال.

وقام الآخرون بدفع الاطالس بالدروع.

وبمجرد تطويقهم في تلك الدائرة قاموا بطعنهم بالرماح.

بعدها أعطى لاوك الإشارة الثالثة.

حيث أعاد الرماة القيم تلقيم سهامهم بفضل الحركة المباغتة.

وبفضل قضوا على الكتيبة بأكملها.

نزل الفرسان بعدها وقام قائدهم بالاستيلاء على السفن.

ورفعوا راية إيرتيريا فيها.

أعادوا القيم المدافع بسرعة.

بينما كان اطلس الراين يجعل قواته تستعد للاشتباك البحري كذلك.

لكنهم كانوا متأخرين بخطوة.

لأن لاوك توقع أن السفن العشرة قد استعدت للاشتباك مباشرة لذا لقمت مدافعها قبل أن تبدأ المعركة.

أعطى لاوك الإشارة الرابعة فقام بتحطيم السفن التي أمامه.

سقط جنود الاطالس في البحر بينما رمى الخيالة من إيرتيريا السهام على من نحوا.

عندها عاد الفرسان نحوا الساحل بسرعة شديدة.

وقبل أن تستطيع مدافع الأطلس أن ترمي نحوهم نيرانها كانت السفن بالفعل فارغة.

استشاط الراين غضباً لكنه لم يستعجل الأمر على نفسه.

أمر الأطلس السفن بالتراجع نحو آرسيا.

الأطلس الراين :"إن كان الساحل هو المعبر الذي لا يخترق في إيرتيريا عندها ف معبر الكهف من آرسيا الذي سلكناه في المرة الماضية سيكون كافياً لنا للدخول.

هذا ما أسميه أنا بتأثير المونراخ.

فذلك العجوز قد عرف سلفاً أن لاوك وعلى الأرجح هيونكيل سوف يقومان بالثورة في آرسيا وآرتيا في موعد رحيلي.

وعندما أعود سوف اقابل سُفن الدعم كما حدث بالفعل القادمة من آرشيا.

وقد خطط بنفسه لحصول ذلك لأنه يعرف أن الخلاف سيقع بين هيونكيل ولاك عند موت ديوجين."

تحركت عشرين سفينة ضخمة بقيادة الراين نحو آرسيا.

استغرق وصولهم نحو سواحل آرسيا حوالي اليومين.

لم تكن الرحلة رغيدة وهنيئة أبداً.

فقد تم مهاجتمهم عدة مرات بالسهام من إيرتيريا.

وكانت معنويات جنود الأطلس محبطة أساساً.

وفي منتصب الرحلة مات نصف جنود الراين في السفن بسبب نقص الموارد الغذائية.

لذا عند وصولهم إلى الساحل.

ولكن رغم ذلك صبر الراين ورجاله وتحملوا مشقة الطريق.

الراين لم يكن غريباً بال كان يعرف أن خطة مونراخ سوف تنجح بمجرد أن يصل نحو ارض آرسيا ويشتبك مع الثوار في إيرتيريا.

بمجرد وصوله للمعبر.

تقشعر بدن الأطلس وجنوده.

فقد شقوا طريقهم عبر المعبر من الكهف لكن في نهاية الطريق الجبلي لم يروا سوى لاوك الأعمى.

واقفاً في تلة عالية تُطل على الحفرة الكبيرة التي يؤدي إليها المعبر.

كان يعزفُ بالقيثارة بصوت عالي.

وكان بعيدا جدا عن الجنود الخارجين من التصدع الجبلي

لكن ألحانه قد جعلتهم يرصدون مكانه.

كان يقف مباشرة أمام طريقهم نحو آرسيا.

ظلّ الراين خائفاً من التقدم مع جنوده.

الراين :"عودوا نحوا السفن على الأرجح أنه فخ!"

صرخ جندي من تحت الكهف وهو خائف

"سيدي السُفُن لقد اختفت السُفُن!"

صُعِق الراين بسماع ذلك.

لكنه تذكر بأن هيونكيل أخبره ذات مرة عن الفيضانات التي تحدث في جهة الجبل والكهوف في آرتيا وآرسيا.

نظر الراين نحوا السماء إلى حيثُ يقف لاوك.

وبمجرد أن انتهى الآخر من عزفه العالي الذي كان يمنع آذانهم عن سماع الفيضانات تحت الكهوف.

أعطى الإشارة واسقط عليهم صخورا عملاقة قضت على نصف جنود الراين ودفنتهم في انفاق الكهف.

صرخ الراين بعد أن نجا بأعجوبة من الصخرة بمساعدة جنوده

:"التفوا ياجنود حول المعبر لتصلوا إلى الحافة.

اتبعوني بعد الوصول إليها."

قام الراين وجنود بالالتفاف بشكل دائري على المعبر

بينما كان يسقط الكثير منهم بسبب السهام المشتعلة.

صعدوا نحو الحافة بصعوبة.

وبمجرد أن وطأت أقدامهم أرض آرسيا خرجت كتيبة فرسان الثوار من حولهم.

بدأ الثوار بتقطيع رؤوس الاطالس بدون رحمة.

واسقطوا الكثير منهم ودفنوهم في حفرة المعبر بينما كانت تحترق جثثهم بفعل النيران بعد ذلك.

تراجع بعدها الثوار نحو ساحة آرسيا.

ولحقهم الراين وماتبقى من جنوده بغضب.

وبمجرد أن وصلوا نحو ساحة آرسيا.

الكولوسيوم.

قام لاوك من فوق المدرجات بإعطاء جنوده الإشارة.

حيث دخل الراين وجنوده بتسرع نحو الساحة وغلقت الابواب من خلفهم بينما عبر الثوار من الابواب الأرضية للساحة الكبيرة.

ثُم سقطت عليهم براميل مملوئة بالكبريت وقام الرماة برمي السهام المشتعلة عليها من ما أدى إلى إنفجار عظيم جعل من سماء آرسيا المظلمة تُشع بلهيبً مُستعر.

ولم تتوقف النيران ف كانت الأرض مغطاة بالفحم المشتعل الذي أحترق بشدة على الأطلس ورجاله من ما عذبهم وجعلهم يصرخون بألم.

وقف لاوك هُناك يُشاهد المنظر المُهيب.

صمت بهدوء واغمض عينيه وهو يستمع.

صعد هيونكيل إليه وهو يلهث وسيفه المغطى بدماء الأعداء في يده.

نظر إلى لاوك.

فوجده يبكي.

فذلك الأخير لم يعد يحتاج القيثارة.

كانت أصوات الاطالس المُعذبين بمثابة العزيف المثالي لأُذنيه.

لاوك :"هيونكيل هل انقسم جنود الأطلس قبل الوصول إلى هنا؟"

هيونكيل :"نعم لايزال الثوار في الاسفل يقاتلون ماتبقى منهم في ضواحي المدينة.

أعدادهم هائلة رغم ضعفهم المعركة لاتزال صعبة يالاوك."

لاوك :"كم تبقى من عددنا ياهيونكيل ؟"

تردد هيونكيل في بادئ الأمر لكنه نطق بها.

هيونكيل:"3000 جندي يالاوك."

لاوك :"وكم عددهم؟."

هيونكيل :"قدرناه ب 10 آلاف مقاتل."

ارتدى لاوك خوذته ونزل من المدرج العظيم مع هيونكيل نحو آرسيا لدعم الجنود.

احتدم القتال بشدة في ضواحي آرسيا لدرجة أن الأرض كانت مصبوغة في كل ركن فيها باللون الأحمر.

امتلأت رائحة هواء آرسيا برائحة الدماء.

كان المعدن يشحذ المعدن في كل ثانية من تلك الليلة الطويلة.

تقدم جيش الثوار تحت قيادة هيونكيل ببسالة وسحق عدد كبير من جيش الاطالس بسبب فرق المعنويات.

مات 1500 مقاتل من آرسيا بينما مات من الاطالس 5000 مقاتل.

قاتل هيونكيل في ذلك اليوم لدرجة أن سيفه انكسر على رِقاب أولئك الاطالس ولم يأخذ قسط راحة للحظة واحدة.

سماه من نجا من تلك المعركة في مابعد بالغزال الدموي.

لأنه إن شهده مقاتل أو شهد غزالته في أرض المعركة كان يموت مباشرة.

لكن بعد مرور في مكان آخر.

ومن فوق مدرج الكولوسيوم العظيم.

وقف رجلٌ نصفُ محروق.

كان ذلك الأطلس الراين.

شبحٌ رمادي يلتهبُ بغضبِ الأباطرة.

تسلق من مُدرجاتِ الموت ليُلقي على رفاقه روح القتال مُجدداً.

صَرخ الراين بصوت هز سماء آرسيا.

:"يارجال الاطالس!.

انتم من تملكون هذه الأرض وتحكمونها بقبضتِكُم!

هل ترضون الانصياع لحفنة الجرذان هذه بسهولة؟!."

نزل بحصانه من على المدرجات نحو ساحة المعركة

:" إن كانت هذه نهايتُنا فاتبعوني إلى النهاية يارجال!.

لنجعل أهل إيرتيريا يعرفون من اكون انا الأطلس الراين في ساحة القتال!."

صرخ الرجال بحماس متجدد وأخذ القتال يزداد صعوبة في جهة إيرتيريا.

سقط العديد من الرجال موتى بسبب الاشتباك العنيف والتجديد في معنويات الاطالس.

لكن هيونكيل استمر بالقتال وسط الجنود وكان كالعاصفة التي لا تتوقف.

هَبتْ رياحُ الليلِ باسقةٍ ضوءَ القمرِ على ميمنتهْ.

وخَلفهُ تطايرتْ قطراتُ الدماءِ والرؤسُ كأنها النتاجُ عن إبلاجِ ضَرباتِ سَيفهْ.

يُسارهُ الفُرسُ تَحمِلُ الأجسادَ مُسرعةً والأجسادُ للرؤوسِ تفتقدُ.

أمامهُ الحُسامُ يَنْتَظِرُ اللقاءَ والموتُ يدورُ على الحواسِمِ

والأصواتُ تَنحَبُ في بواسِلها.

فتضاربت البواسِلُ والسيوفُ لشِدةِ اللِحامِ تَحطمَتْ كأنها زُجاجٌ رقيقُ.

سقط هيونكيل من على غزالته.

بينما انقَلب الإمبراطورُ المُشتعلُ وسط أنظار الفريقين.

حوط الثوار هيونكيل بكُل ما أوتوا من قوة بينما وقف الاخير لإكمال القتال لكن سيفه انكسر.

قام لاوك بأخذ هيونكيل على ضهر الغزالة وابتعدوا عن الاشتباك المُباشر.

وفي ضواحي آرسيا الكبيرة.

نزل لاوك بكل سرعته نحو المقر الرئيسي في المعسكر.

كان يحاول الوصول لإعطاء الإشارة الأخيرة وإكمال الخطة.

لكن لاوك وهيونكيل صُدموا برؤية جنود من الاطالس يحاولون قتل فتاة صغيرة من آرسيا مُصابة.

عندها نزل الأعمى مع الحكيم عن الغزالة.

تلقى لاوك ضربة قوية بالسيف على كتفه وخده وهو يحمي الفتاة الصغيرة.

بينما هيونكيل أخذ سيف أحد الجنود من الأرض وبدأ يقاتل مجموعة الاطالس الكبيرة.

بعد أن هربت الفتاة أخرج لاوك سيفه وبدأ يُقاتل وحمى ضهر صديقه.

قاتل الاثنان ببسالة وبدون توقف حتى طلعت الشمس على آرسيا.

أُصيب هيونكيل بطعنة في معدته أثناء القتال من ما أدى إلى سقوطه.

غطى لاوك وحيداً عليه.

واستطاع الأعمى وحيدا قتال اولئك الاطالس واحدا تلوا الآخر وأكثر القتل بهم حتى كُسرْ سيفه في نهاية المطاف بعد أن انتهت مجموعة الاطالس.

نزع لاوك خوذته بعدها وهو يحاول التنفس بصعوبة

لاوك :"لم أتوقع أن يحدث ذلك. الراين الوغد.

تأثير المونراخ هاه؟ يالها من قصة طريفة."

التفت بعدها نحو هيونكيل المصاب وهو يلهث ويبتسم

لاوك :"اعتذر ياصديقي. أظن بأننا بحاجة للقيام بالخطة البديلة."

نظر هيونكيل إلى لاوك بصدمة

هيونكيل :"اي خطة بديلة ؟."

ضرب لاوك هيونكيل بقوة على رأسه فأغمي على هيونكيل مباشرة.

عندها أخذ هيونكيل على ضهر الغزالة وتوجه مباشرة نحو المعسكر.

عندما وصل كانت بياتريس موجودة وتعالج الجرحى.

نقل الجنود هيونكيل إلى الخيام.

صُعقها المنظر بصدمة شديدة وراحت بسرعة تفحصه.

جلس لاوك من زاوية جسده السليمة من أجل أن لايُظهر لها أنه مصاب.

لكن الأخير كان يجلس لأنه حقاً كان متعباً.

جائت بياتريس غاضبة نحوه

بياتريس:"ماذا حصل لهيونكيل؟؟!!!!.

ماذا فعلت بالسيد هيونكيل !؟.

اين اخذوه؟."

ابتسم الأعمى بهدوء

لاوك :"لقد نقلوا هيونكيل إلى الخيمة الاولى."

ذهبت بياتريس بسرعة إلى الخيمة بينما جلس لاوك على كرسي القائد في المعسكر.

وصل جنود الإمبراطور المُحترق.

نظر الأعمى بدون أن يهاب شيئاً باتجاههم.

استند على سيفه وهو ينظر نحو الأطلس الراين.

دخل الأطلس المعسكر وهو ينظر إلى جسد لاوك.

ملأت الجراح جسده لدرجة أن كفنه اصبح احمراً من جهته اليُسرى.

نظر الراين للحظات إليه.

ثُم هبت الرياح لتُعلن عن شروق يوم جديد.

الأطلس الراين :" 30 سفينة.

ب 100 الف مقاتل.

مقابل 8 آلاف رجل مصاب ومتعب من الثوار فقط.

وفي النهاية تحطمت سُفني كلها وبقي 2000 جندي مصاب لدي.

كُل هذا فعلته بمفردك بدون الاستعانة بهيونكيل وبهذا هُزِم تأثير مونراخ.

لكن الحق يُقال.

الكثرة تَغلِب."

بفخر رفرف رداء الأطلس المحترق بلمعان ضوء الشمس.

الأطلس:"احتراماً وتقديراً لك. قبل أن أنفذ بك حُكم الإعدام. سوف أنفذ آخر رغبة قد تريدها في حياتك"

لم تتزحزح نظرات لاوك الهادئة والرزينة.

لاوك :"كم بقي من الثوار ؟."

الأطلس الراين:"300 رجُل من آرسيا."

لاوك :"سوف أُسلم نفسي بشرط أن تترُكهم."

نظر الإمبراطور المُحترق إلى الأعمى بفخر وانحنى له

الأطلس الراين :"لاوك من آرشيا.

سوف أُلبّي رغبتك كما تُريد."

أُطلق سراح الأسرى من الثوار بعدها.

ولم يعرف احد هوية هيونكيل الغائب عن الوعي.

نظر الثوار وأهالي آرسيا بفخر إلى قائدهم الجريح والمُكبلِ بالاصفاد.

وقف لاوك على تلة آبولو وتبعه أهل المدينة وهم يرون حُكم الإعدام يُنفذ.

قال الجلاد قبل أن يُنفذ حُكم الإعدام

:"هل لديك كلمات أخيرة ؟."

نظر الأعمى نحو أهل آرسيا.

لاوك :"يا أهل إيرتيريا جميعاً. من ضواحي آرسيا إلى ساحل آرتيا الشرقي.

أنا لاوك من آرشيا عشتُ بينكم أكرم حياة.

ولم اندم أبداً يوماً على كوني تعلمت على يديكُم.

عرفتُ الكرامة والعلم والشجاعة منكم.

ولم اعرفكُم قط كجُبناء وخونة.

لقد كنتُم محملين بالفخر.

لذا اريد ان أذكركم بمن كُنتم عليه قبل هذه الخمس سنوات.

انتم اهل إيرتيريا الإمبراطورية التي لم تعرف الهلاك بسهولة.

اجعلوا من ثورتكم ثورة كرامة وأمل.

لاتقنطوا مرة أخرى وتجعلوا رؤوسكم منحنية للفاسدين.

شكراً لكم على كُل شيء."

كان الناس من حوله يبكون.

وقف الجنود المصابون باحترام لقائدهم وهم ينزفون.

بينما كانت عيونهم تُمطِر دموعاً.

وراح أهالي آرسيا يبكون كذلك.

سقط رأس لاوك من آرشيا في ذلك اليوم.

مُعلناً نهاية الثورة.

More Chapters