بعد أن اجتاز لين تيان ومو يان البوابة الثانية والعشرين، وجدا نفسيهما في عالم غريب لم يروه من قبل. السماء مليئة بجبال ضخمة تطفو في الهواء، تتحرك ببطء كأنها سفن عملاقة، والأنهار تتدفق بين الغيوم لتسقط شلالات من الضوء بدل الماء. كان المنظر ساحرًا، لكنه أيضًا مخيفًا، لأن كل جبل كان يحوي مخلوقات غريبة تراقب من بعيد.
قال لين تيان وهو ينظر بدهشة: "هذا العالم… يبدو كأنه حلم، لكنه بالتأكيد سيحاول أن يجعلني أسقط."
ضحكت مو يان بخفة: "أنت لا تحتاج لعالم ليسقطك، أنت تفعل ذلك بنفسك."
ابتسم بخجل، ثم رد: "لكن هذه المرة، إذا سقطت… سأحرص أن يكون بجانبك."
وبينما كانا يستكشفان، ظهر خصم جديد: مخلوق ضخم بجناحين من الصخور، يطلق صرخات تهز الجبال الطائرة. قال بصوت عميق: "لا أحد يعبر هذا العالم إلا إذا أثبت أنه قادر على الطيران بلا خوف."
ارتبك لين تيان، ثم نظر إلى مو يان وقال: "أنا بالكاد أمشي دون أن أسقط، فكيف سأطير؟"
ابتسمت مو يان بسخرية: "إذن سأكون جناحيك."
حاول لين تيان القفز من جبل إلى آخر، لكنه تعثر وسقط نحو الفراغ. صرخت مو يان وهي تمد ظلها لتلتقطه: "أقسم أنك تجعل حتى الطيران كوميديًا!"
نهض وهو يضحك: "هذا جزء من خطتي… لإرباك الخصم."
لكن المخلوق الضخم لم يضحك، بل اندفع نحوهما بقوة، كأنه يريد إسقاطهما إلى الأبد. في تلك اللحظة، أمسك لين تيان يد مو يان وقال بصدق: "لن نسقط إذا كنا معًا."
أطلقت مو يان ظلالها لتشكل جناحين، بينما لين تيان فتح البوابة الثامنة وأطلق طاقة أرجوانية. اندمجت الطاقتان، وتحولا إلى موجة نور جعلتهما يحلقان بين الجبال الطائرة، كأنهما ولدا من جديد في هذا العالم. المخلوق حاول مهاجمتهما، لكنهما تحركا بتناغم، ضحكًا وسط القتال، وكأن الحب نفسه أصبح سلاحًا.
بعد معركة طويلة، سقط المخلوق أرضًا، لكنه لم يمت، بل ابتسم وقال: "لقد أثبتم أنكم لا تخافون السقوط… ولا الطيران. لكن هذا مجرد بداية، فالعالم القادم سيختبر قلوبكم أكثر مما اختبر قوتكم."
نظر لين تيان إلى مو يان، ابتسم وقال: "إذن… لنكمل الرحلة، حتى لو سقطت ألف مرة."
ضحكت مو يان، ثم ردت: "وأنا سأكون دائمًا من ينهضك."
وبينما كانا يحلقان بين الجبال الطائرة، أدركا أن هذه ليست مجرد مغامرة جديدة… بل بداية فصل طويل من الحب والمواجهة، حيث كل عالم سيكشف لهما سرًا جديدًا عن نفسيهما وعن البوابات.
— نهاية الفصل الثالث والعشرون —
