Cherreads

ليليا

NOPID
14
chs / week
The average realized release rate over the past 30 days is 14 chs / week.
--
NOT RATINGS
1k
Views
Synopsis
"This work is directed to Minuhti
VIEW MORE

Chapter 1 - ذلك الصباح الجميل البارد

خرجت من الصف كما أفعل كل يوم، وتقدمت نحو الساحة. الهواء كان باردًا، ونسيمه الخفيف يلامس وجهي. الساحة مليئة بالطلاب، وضجيج التلاميذ يملأ المكان، وكل شيء يبدو عاديًا كما في كل صباح.

كنت غارقًا في تفكيري، أحاول ترتيب الفوضى الموجودة داخل عقلي، حين اقترب مني صديقي فجأة من القسم المجاور، وعيناه تبحثان بين الطلاب عن شخص محدد. همس لي بهدوء: "هل رأيت تلك الفتاة التي تمشي هناك؟ هي التي أخبرتك عنها."

رفعت بصري، وإذا بها تمشي بخطوات هادئة وسط الزحام. شيء غريب جذبني إليها، فضول لم أعرف له سببًا، ورغبة خجولة في الاقتراب لكنها لم تتحقق.

كانت مختلفة بطريقة بسيطة، لكنها لم تُنسى. ابتسامتها، طريقة مشيها، وحضورها الهادئ جعل كل شيء حولي يتوقف للحظة. شعرت أن العالم صمت، وأنني أراها وحدي.

مرت الأيام بعد تلك اللحظة في الساحة، وكنت أجد نفسي أبحث عنها بعيني كل صباح، حتى من بعيد. شعور غريب يرن بداخلي، لكنه لم يمنحني الجرأة للحديث أو الاقتراب. وجود صديقي وحديثه عنها جعل الأمر أسهل عليّ؛ وضعت مسافة بيني وبين ذلك الشعور، وأقنعت نفسي بتجاهله.

لم أجرؤ على الاقتراب أو بدء أي حديث معها. كان هناك صراع صامت في داخلي: قلب يريد الاقتراب، وعقل يطالبني بالصبر. كنت أعلم أنني أعيد السنة، وأن النجاح في الدراسة أهم الآن، فدفنت مشاعري بين الكتب والواجبات.

لم يكن الطريق سهلاً. المواد صعبة، والاختبارات تتراكم، وكنت على حافة الفشل. شعرت أحيانًا أن جهدي وحده لا يكفي، وأن الواقع أقسى مما توقعت.

مع ذلك، لم أستسلم. بدأت أذاكر لساعات طويلة، أراجع كل شيء، وأجبر نفسي على الاستمرار. كل خطوة كانت مرهقة، لكنها كانت تمنحني شعورًا صامتًا بالأمل.

ومرت فترة، وبدأ شعوري يتلاشى تدريجيًا. انشغلت بالدراسة، وامتلأت أيامي بالواجبات والاختبارات، حتى بدا أن تلك اللحظة في الساحة مجرد ذكرى بعيدة، لكنها لم تُمحَ بالكامل.

أقنعت نفسي أن ما شعرت به كان مجرد لحظة عابرة، وأن التركيز على الدراسة كان القرار الأنسب.

ومع مرور الأيام، بقي شيء ما في داخلي بلا جواب، ينتظر أن يُكتشف.