Cherreads

Chapter 5 - Chapter Five: The Emerald Thorns and the Law of Annihilation

لم يكد السلطان يبدأ في استيعاب كلمات إيليانا حول الختم الذي يتم قضمها من الداخل حتى انهار هدوء الغرفة ليتحول إلى جحيم حي.

تحوّلت الرائحة الكبريتية، التي كانت همساً خافتاً، إلى صرخة مدوية مزّقت الرئتين. وفجأة، انفجر الجدار الشمالي للغرفة. ليس بفعل البارود أو الفولاذ، بل بفعل قوة سوداء لزجة تسربت عبر الشقوق كالأفاعي المتدفقة من عشّ مهدم.

كانوا أشباح الموت - المنفذين السريين للمفوض يسنبرت.

كيانات بلا ملامح ملفوفة بأردية منسوجة من أرواح ملتوية، تحمل سيوفاً تشع ببرودة القبور المفتوحة.

صرخت إيليانا وهي تقفز جانبًا برشاقة قط بري، وسيفها يتوهج بضوء ذهبي كاشف: "سلطان، لا تستخدم النار!

ستغذيهم نيرانك! استخدم الأرض، دع الحجر يلتهم ظلامهم!"

تردد السلطان. لطالما دفعته غرائزه نحو النيران المتفجرة.

لكنه رآها حينها.

خط رفيع من الدم على كتف إيليانا، حيث مزقت شظية طائرة اللحم.

في تلك اللحظة، لم يشعر سلطان بأي خوف.

شعر بهدوء مدمر -

نفس السكون الذي يسبق العاصفة الرملية في صحاري بغداد.

أغمض عينيه لجزء من الثانية. تلاشى صخب المعركة، ليحل محله نبض الجبل العميق والقديم. ضغط بكفيه على الأرض المتجمدة ولم يصرخ.

همس بكلمة واحدة - كلمة نابعة من أعمق جزء في روحه.

" يقف. "

في لحظة، انفجرت الأرض تحت الظلال إلى أشواك زمردية.

وانفجرت قضبان بلورية خضراء متوهجة من الحجر، اخترقت أجساد الكائنات اللزجة وثبتتها على الجدران مثل الحشرات المحفوظة.

كان مشهداً يخطف الأنفاس.

ازدهرت غابة من البلورات الخضراء المتوهجة داخل الحجرة المتجمدة، وكان ضوءها يطرد الظلام إلى الوراء.

"أنتِ... أنتِ فعلتِها!" هتفت إيليانا وهي تحدق في النبتة الزمردية التي تنبض على إيقاع أنفاس السلطان.

"لقد مزجتِ الاستقرار بالإرادة."

لم يدم الانتصار.

ومن بين الأنقاض برزت صورة ظلية لرجل يرتدي الزي الرسمي للأكاديمية - لكن عينيه كانتا فارغتين تماماً، كما لو أن جسده لم يكن أكثر من دمية تحركها خيوط بعيدة.

الكابتن سيرجي.

رجل لطالما اعتقد السلطان أنه جندي عادي.

قال سيرجي: "ظننتُ أنك أذكى من هذا يا ابن بغداد".

لكن الصوت لم يكن صوته، بل كان صدىً بعيدًا لصوت إيسنبرت نفسه.

"أتظن أن هذه الزمردة ستحمي الختم؟ الختم ميتٌ بالفعل. نحن ننتظر اللحظة المناسبة لدفن جثته".

رفع سيرجي يده، فأطلق موجة من الطاقة السوداء المتصدعة.

لم يتراجع السلطان.

هذه المرة، لم ينتظر أمر إيليانا.

شعر ببرق أزرق يندفع للأعلى من قدميه، ملتفاً على طول ذراعه المغلفة بالفعل ببلورة الزمرد.

تحرك.

سريعة جداً بحيث لا تستطيع العين متابعتها.

لم تكن ضربته لكمة عادية، بل كانت اصطداماً بين جبل ورعد.

ارتطمت قبضته الزمردية المشحونة بالبرق بصدر سيرجي، مُحدثةً دويًا هائلاً هزّ الأكاديمية بأكملها.

تحوّل جسد سيرجي - الدمية - إلى غبار أسود.

وتبددت الطاقة المظلمة.

ساد الصمت، صمت ثقيل خانق.

لم يبقَ سوى سلطان وإيليانا، واقفين وسط بلورات الزمرد المحطمة.

التفت السلطان إليها. حدقت به في رهبة ممزوجة بالخوف.

"لماذا تنظر إليّ هكذا؟" سأل وهو يحدق في يده التي لا تزال تنبض بضوء أزرق وأخضر متشابك.

قالت إيليانا بهدوء: "لأن ما فعلته للتو

لم يكن مجرد دفاع. لقد استدعيت قانون الإبادة . لقد محوت وجوده من النسيج السحري نفسه."

التقت عيناها بعينيه.

"سلطان... لم يعد يسنبرت يريد موتك فحسب، بل

إنه يخشاك."

اقتربت منه أكثر وضغطت بكفها البارد على جبينه المبلل بالعرق.

لقد أعلنتم الحرب. والآن... لا عودة إلى بغداد. لا ملجأ في الختم القديم. من هذه اللحظة فصاعدًا، سنقف وحدنا في مواجهة العالم.

في تلك اللحظة، دوت أجراس الإنذار في أرجاء الأكاديمية.

ودوت خطوات الأقدام في الممرات.

وصدى صوت قيصر من مكبرات الصوت المسحورة، مطالباً بتفسير.

أمسكت إيليانا بيد سلطان بقوة.

"نهرب؟ لا. سنواجههم. لكن تذكروا - لا تخبروهم شيئاً عن الأغنية. لا تخبروهم شيئاً عن الكسر. قولوا فقط أنكم دافعتم عن حياتكم. الحقيقة هي سلاحنا الأخير، ويجب ألا نستخدمها بعد."

وقف السلطان شامخاً، وشعره الفضي يرتفع في الهواء البارد المتدفق عبر الجدار المتهدم.

لقد فهم ذلك حينها—

لم يعد الزمرد مجرد حجر.

لقد أصبح حصنه الداخلي.

ولم تكن رحلته الحقيقية قد بدأت بعد.

لم تكن هذه الليلة سوى الشرارة -

أول هزة لبركان الخيانة على وشك الانفجار.

More Chapters