بعد أن هزم لين تيان ومو يان خصمهم القديم في العالم السابق، ظنا أن الطريق أصبح أكثر وضوحًا. لكن حين دخلا البوابة الجديدة، وجدا أنفسهما في ساحة شاسعة مظلمة، الأرض فيها سوداء كالفحم، والسماء مليئة بغيوم كثيفة تتحرك كأنها جيوش. فجأة، بدأت الظلال تتكاثر من كل اتجاه، تتحول إلى آلاف الجنود، كل واحد منهم يحمل سيفًا من العتمة.
قال لين تيان وهو يتنفس بعمق: "هذه ليست معركة عادية… هذا جيش كامل."
ابتسمت مو يان بخفة رغم الموقف: "على الأقل هذه المرة، إذا سقطت، لن يلاحظ أحد وسط هذا الزحام."
ضحك لين تيان، ثم رد: "لكن أنتِ ستلاحظين… وهذا يكفي."
اندفع جيش الظلال نحوهم، كأنهم موجة سوداء تريد ابتلاع كل شيء. حاول لين تيان فتح البوابة الثامنة، لكن الطاقة لم تكفِ لمواجهة هذا العدد الهائل. مو يان أطلقت ظلالها لتشكل جدارًا، لكنه بدأ يتشقق تحت ضغط الجنود.
صرخت مو يان: "لن نصمد طويلًا إذا قاتلنا كل واحد منهم!"
فكر لين تيان بسرعة، ثم قال: "إذن لن نقاتلهم كأفراد… سنقاتلهم كقلب واحد."
أمسك يدها بقوة، وأطلق طاقته الأرجوانية، بينما هي أطلقت طاقتها الفضية. اندمج النوران في موجة هائلة، تحولت إلى دائرة من الضوء حولهما. كل ظل يقترب كان يذوب كأنه لا يحتمل مواجهة الحب الذي جمعهما.
لكن الجيش لم يتوقف، بل بدأ يغير تكتيكه. بعض الظلال تحولت إلى صور من الماضي: أصدقاء خانوا، لحظات سقوط، كلمات شك. كل صورة كانت محاولة لزرع الشك بينهما.
قال أحد الظلال بصوت يشبه الماضي: "لين تيان… أنت تسقط دائمًا، كيف ستقودها؟"
وقال آخر لمو يان: "هو عبء عليكِ، لماذا لا تختارين طريقك وحدك؟"
تجمد الاثنان للحظة، لكن لين تيان نظر إلى مو يان وقال: "أنا أسقط… نعم. لكنك دائمًا من تنهضني. وهذا ما يجعلني أقوى."
ابتسمت مو يان، والدموع في عينيها، ثم ردت: "وأنا لا أريد طريقًا بلاك. حتى لو كان مليئًا بالسقوط."
اشتعل النور من جديد، هذه المرة أقوى من أي مرة مضت، وتحول إلى موجة عارمة كسرت الجيش كله. الظلال تلاشت، والسماء بدأت تنقشع، لتظهر نجوم جديدة تضيء الساحة.
لكن وسط النور، ظهر قائد الظلال، أكبر من كل ما واجهوه سابقًا، صوته يهز المكان: "لقد هزمتم جنودي… لكنني لست مجرد ظل. أنا كل خوفكم، كل شككم، كل سقوط لم تتجاوزوه بعد. إذا أردتم عبور هذه البوابة… عليكم أن تهزموني."
نظر لين تيان إلى مو يان، ابتسم وقال: "إذن… لنكمل الرحلة، حتى لو كان خصمنا هو خوفنا نفسه."
ضحكت مو يان، ثم ردت: "وأنا سأكون دائمًا من ينهضك."
وبينما كانا يستعدان لمواجهة القائد، أدركا أن هذه المعركة لن تكون مجرد اختبار للقوة، بل مواجهة مع أعمق مخاوفهما، وأن النصر الحقيقي لن يكون بالسيوف أو الطاقات… بل بالثقة التي لا تنكسر بينهما.
— نهاية الفصل الخامس والعشرون —
