دخل لين تيان ومو يان إلى قلب البوابة، حيث لم يكن هناك أرض ولا سماء، فقط فراغ واسع يحيط بهما. بدا وكأنهما داخل عقلٍ مظلم، كل خطوة فيه تُعيد لهما ذكريات قديمة. فجأة، ظهرت صور متفرقة حولهما: سقوط لين تيان في معاركه الأولى، لحظات الخوف التي عاشتها مو يان حين فقدت من تحب، كلمات الشك التي سمعاها من الآخرين.
قال لين تيان وهو يحدق في صور سقوطه: "هذه… كل لحظاتي التي فشلت فيها."
اقتربت منه صورة ظله، تحدثت بصوت يشبهه: "أنت لا تصلح أن تكون قائدًا، أنت مجرد شخص يسقط دائمًا."
ارتجف للحظة، لكنه نظر إلى مو يان وقال: "ربما يسقط القائد… لكن إذا كان لديه من ينهضه، فهو لا يفشل."
ابتسمت مو يان، لكن صورها بدأت تظهر أيضًا: عالم بلا خوف، بلا معارك، حيث تعيش وحدها في سلام. صوت داخلي همس لها: "لماذا تختارين طريقًا مليئًا بالسقوط؟ يمكنك أن تعيشي بلا ألم."
أغمضت عينيها، ثم نظرت إلى لين تيان وقالت: "سلام بلاك… هو أصعب ألم."
في تلك اللحظة، اندمجت صورهم في دوامة واحدة، كأن البوابة نفسها تختبر صدقهم. ظهرت صورة قائد الظلال، لكنه لم يهاجم، بل قال: "أنا لست عدوكم… أنا أنتم. أنا خوفكم من الفشل، أنا شككم في الحب، أنا كل سقوط لم تتجاوزوه."
اقترب لين تيان بخطوة، وقال بثقة: "إذن سنهزمك… ليس بالسيوف، بل بالثقة."
أمسك يد مو يان، وأطلقا معًا طاقة لم تكن نورًا ولا ظلًا، بل مزيجًا من الصدق والارتباط. الفراغ بدأ يتشقق، الصور تلاشت، والظلال انحنت أمامهما.
لكن القائد ابتسم وقال: "لقد تجاوزتم مخاوفكم… لكن الطريق لم ينتهِ. كل عالم جديد سيعيد اختباركم، وكل سقوط سيعيدني. إذا أردتم النهاية، عليكم أن تثبتوا أن الحب لا ينكسر مهما كان الثمن."
نظر لين تيان إلى مو يان، ابتسم وقال: "إذن… لنكمل الرحلة، حتى لو كان علينا مواجهة أنفسنا ألف مرة."
ضحكت مو يان، ثم ردت: "وأنا سأكون دائمًا من ينهضك."
وبينما كانا يعبران الفراغ نحو البوابة التالية، أدركا أن هذه ليست مجرد معركة مع الظلال، بل بداية مواجهة مع أعماق نفسيهما، وأن الحب الذي جمعهما أصبح السلاح الوحيد القادر على كسر كل خوف.
— نهاية الفصل السادس والعشرون —