Cherreads

Chapter 10 - الفصل التاسع : ألم و صدمة

لم يطل انتظار ويليام كثيرًا… دقائق معدودة فقط كانت كافية ليبدأ الألم ينهش جسده بلا رحمة.

كان الألم نابضًا، متّصلاً، يمرّ عبر عضلاته كتيار كهربائي، وكأن عظامه نفسها تتلوّى تحت جلده. حاول أن يتنفس بعمق، لكن صدره كان ثقيلاً كأن شيئًا يجلس فوقه.

لاحظ كايت ارتجاف ويليام، فالتفت نحو أتباعه بنبرة خالية من أي رحمة:

"علّقوه."

تحرّك الأتباع بسرعة مخيفة… قبضات خشنة، سحبٌ قاسٍ للذراعين، ثم ارتفع جسده عن الأرض.

تأرجح ويليام للحظة قبل أن يشد الحبل من فوقه ويتركه معلّقًا بين السماء والجحيم.

وعندما انسحب الأتباع، أغلق الباب خلفهم، وبقي هو وكايت وحدهما… في غرفة أشبه بمسرح للتعذيب.

اقترب كايت منه بخطوات بطيئة… خطوات ثابتة كنبضات الموت.

وعندما وصل إليه رفع يده وضرب ويليام في بطنه بكل قوته.

انقطع نفس ويليام.

تشنج جسده للحظة، ثم انفجر الألم داخله كقنبلة. بصق دمًا دون إرادة منه، وشدّ على أسنانه محاولًا ألا يصرخ… لكنه لم ينجح تمامًا.

ابتسامة غريبة، ملتوية، شقت وجه كايت.

"فلنبدأ بالحريش أولًا."

مدّ يده إلى الطاولة، ورفع الحريش بين أصابعه كما لو أنه يعرض تحفة ثمينة.

اقترب من ويليام الذي بدأ صدراً يعلو ويهبط بسرعة… الذعر كان واضحًا في عينيه، صريحًا، غير متخفٍ.

"أ… أبعد هذا الشيء عني! ابتعد أيها الوغد!"

بدأ يجرّ قيوده بجنون، عضلاته ترتجف، كتفاه تشتعلان ألمًا، لكنه لم يستطع تحرير نفسه.

قبض كايت على شعره القصير وجذبه نحوه بخشونة، ثم وضع الحريش مباشرة على وجهه، تاركًا إياه يزحف ببطء نحو أذن ويليام.

تراجع خطوة…

ثم وقف يشاهد.

الحريش كان سريعًا—أسرع مما توقعه ويليام.

زحف عند زاوية فمه، ثم صعد إلى صدغيه، ثم… إلى أذنه.

صرخة مكتومة خرجت من ويليام وهو يحاول هز رأسه بكل قوته، لكن قيوده كانت محكمة جدًا.

دخل الحريش إلى أذنه، وانغرس داخل القناة السمعية مثل إبرة تحقن الألم مباشرة في دماغه.

بدأ ويليام يرتجف بعنف…

الألم كان حادًا، نابضًا، ممزوجًا باحساس زاحف يجعل روحه نفسها تريد الهروب من جسده.

صفّق كايت ببطء… فقط ليجذب نظر ويليام إليه.

كان يستمتع.

"والآن بعد أن استقر الحريش… ننتقل للمرحلة التالية."

فتح صندوقًا برونزيًا صغيرًا موضوعًا على الطاولة، وانطلقت منه رائحة غريبة لم يفهم ويليام مصدرها.

داخل الصندوق، مجموعة من الديدان الغريبة، تتحرك بنعومة باردة، كأنها مصنوعة لتعذيب البشر فقط.

بدأ كايت يلتقطها واحدًا تلو الآخر ويضعها على جسد ويليام—على صدره، رقبته، ذراعيه، وحتى ساقيه.

كانت الديدان تلصق نفسها على جلده وتبدأ بالزحف ببطء، تاركة أثرًا رطبًا ومقززًا خلفها.

جلس كايت على مقعده وكأنه يستمتع بعرض مسرحي.

ثم نادى بصوت عالٍ على أحد أتباعه الذي دخل راكضًا:

"سيدي، أنا في خدمتك."

نظر إليه كايت دون أن يخفي ابتسامته الباردة:

"اذهب إلى واين. أخبره أن ينادي الشيخ الثالث في الطائفة… أخبره أن الأمر يتعلق بنخاع ابنته المحطّم.

قل له إنني وجدت نخاعًا جيدًا… فليحضر المال، وليأتِ بعد فترة لاستلامه."

تجمّد ويليام.

كلمة "نخاع" ضربت صدره كالسهم.

لم يكن الألم الجسدي في تلك اللحظة هو الأعنف…

بل إدراكه أن معاناته ليست سوى سلعة، وأن حياته تُباع وتشترى مثل قطعة غيار رخيصة.

ارتجفت عيناه، ليس من الألم هذه المرة… بل من الذل، من الغضب، من الخوف، من العجز.

وفي زاوية الغرفة…

ابتسم كايت ابتسامة واثقة، متلذذة بكل انكسار يظهر على ملامح ويليام.

More Chapters