Cherreads

Chapter 5 - الفصل الخامس : صدمة أخرى

كان الدور الآن على فيكتوريا. لم ينتبه أحد لهذا—لا هي، ولا حتى الممتحن.

هي كانت ما تزال غارقة في نشوة الفرح من نتائج ويليام، والممتحن كان ما يزال تحت تأثير الصدمة التي أحدثها الشاب أمامه.

لكن ما إن لمح الفتاة تقف بقرب الجهاز، حتى تذكّر فجأة مهمته. مدّ يده المرتعشة والتقط جهاز الاتصال الصغير المثبت في ياقة ثوبه الأسود، ثم تحدث بسرعة لشخص بدا من نبرة صوته أنه أعلى منصبًا منه بكثير. بعد ثوانٍ، التفت الممتحن نحو فيكتوريا وأشار لها بالصعود، وكأن الأمر لم يعد مجرد اختبار عادي.

في تلك اللحظة فقط استفاق ويليام من شروده، وتراجع خطوة للخلف ليمنحها الطريق.

راقبها وهي تصعد المنصة نفسها التي وقف عليها منذ لحظات، ولا تزال بقايا الفرح على وجهها... لكنها تتلاشى ببطء أمام موجة القلق التي بدأت تزحف إليها، واضحة في يديها المرتجفتين وعينيها المتوترتين.

قبل أن يبدأ الاختبار...

وقفت فيكتوريا أمام الأجهزة الغريبة، وقلبها يخفق بقوة حتى شعرت أنه يكاد يخرج من صدرها.

كانت تنظر إلى الأدوات المعدنية الداكنة التي تتحرك ببطء، تلمع أضواؤها الغامضة كأنها تحدّق فيها.

"هل سأتمكن من تحقيق شيء... ولو جزء مما حققه ويليام؟"

"هل ستكون نتائجي مخيبة؟ هل سيخيب أمل الجميع بي؟"

تدفقت الذكريات عليها دفعة واحدة:

تلك الليالي التي انهارت فيها فوق الأريكة، الدموع تملأ وجهها، والضعف يثقل صدرها... ثم نظرت نحو أخيها دون وعي.

ورَأته هناك—هادئًا، ينظر إليها بثقة لم تكن تراها في نفسها.

ابتلعت ريقها.

"أنا لست ضعيفة... ليس بعد الآن."

أغلقت عينيها لثانية تجمع فيها شتاتها، ثم رفعت رأسها ببطء.

كانت خائفة... نعم، لكن داخل الخوف كان هناك بصيص صغير من الشجاعة بدأ يكبر.

ومع أول خطوة نحو الجهاز، أحست كأن العالم كله يحبس أنفاسه معها.

بداية الاختبار

أعاد ويليام تركيزه عليها، قلبه ينبض بسرعة...

خوف؟

توقع؟

مزيج غريب بين الاثنين.

بدأ الاختبار.

مرّت الثواني ببطء شديد بالنسبة لهما، بينما بالنسبة لعامة الناس لم يستغرق الأمر سوى لحظات قليلة.

ثم... ظهرت النتائج.

قوة الروح: بنفسجية

درجة النخاع: متفوقة

قوة الإرادة: 370

لم يكن الصمت الذي تلا ذلك طبيعيًا...

بل صمت صدمة، صمت نادر، صمت يمزج بين الدهشة والإعجاب والغيرة.

وبعد ثوانٍ فقط بدأت الهمسات تعلو بين الواقفين:

"يا لهما من أخوين موهوبين! والداهم سيكونان فخورين جدًا بهما!"

"لم أرَ مثل هذه النتائج في حياتي... أنا حقًا أحسدهم."

وبينما تتضارب الكلمات حولهما، ظل الممتحن واقفًا مكانه، كأن جسده تجمّد من هول ما يرى. كانت نظراته تتنقل بين الشاشات الثلاث أمامه وبين فيكتوريا، وكأنه يحاول التأكد أنها ليست خداعًا بصريًا.

ندرة قوة الروح البنفسجية وحدها كانت كافية لإشعال ضجة—فهي تظهر مرة بين كل مئة ألف شخص.

أما درجة النخاع المتفوقة، فرغم أنها أكثر شيوعًا، إلا أنها تبقى نادرة ومطلوبة بشدة.

وبالنسبة لقوة الإرادة... البشر عادة ما يحصلون على معدل يقارب الستين، ونادرًا ما يصل أحدهم إلى المئة.

لكن 370؟

هذا الرقم خارج كل المقاييس.

نظر ويليام إلى أخته...

إلى تلك الفتاة التي رآها تنهار يومًا، وتبكي فوق أريكة منزلهم...

وها هي الآن تقف أمام العالم

كموهبة لا يمكن لأي طائفة تجاهلها.

كانت فيكتوريا تحدق في النتائج بذهول،

ثم نحو أخيها...

ونحو الممتحن...

وكأنها لا تعرف هل تبتسم أم ترتعب.

وبينما كان الناس يحدقون بهما،

شعر الاثنان وكأن الكون كله تغيّر فجأة.

More Chapters